أي: أجهر بالصوت بذكرها لا أكني عنها حذار كاشح أو خوف رقيب (?).
وذكر عمر بن شبة (?) قال: ذكرت لأبي عاصم النبيل تأويل ابن عيينة السالف، فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئًا، حدئنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير قال: كان لداود - عليه السلام - معزفة يتغنى عليها وتبكي ويبكي، وقال ابن عباس: كان يقرأ الزبور بسبعين لحنًا يلون فيهم، ويقرأ قراءة يطرب منها المحموم، فإذا أراد أن يبكي نفسه لم تبق دابة في بر أو بحر إلا أنصتن يسمعن ويبكين.
ومن الحجة لهذا القول أيضًا حديث ابن مغفل فى وصف قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه ثلاث مرات. وهذا غاية الترجيع، ذكره البخاري في الاعتصام (?). وسئل الشافعي عن تأويل ابن عيينة، فقال: نحن أعلم بهذا، لو أراد الاستغناء لقال: من لم يستغن بالقرآن، ولكن قال: يتغن بالقرآن. علمنا أنه أراد به التغني (?). وكذلك فسر ابن أبي ملكية أنه تحسين الصوت (?)، وهو قول ابن المبارك والنضر بن شميل (?)، وسيأتي رده.
وممن اختار الألحان في القرآن فيما ذكره الطبري: عمر بن الخطاب أنه كان يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا (?)، فيقرأ أبو موسى ويتلاحن. وقال مرة: من استطاع أن يغني بالقرآن غناء أبي موسى فليفعل. وكان عقبة بن عامر من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، فقال له عمر: اعرض