ويقف عليه نساء المشركين وولدانهم يسمعون قراءته (?)، ولولا علمه - صلى الله عليه وسلم - ذلك لم يقدمه للإمامة مع قوله: "يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله" (?).

وكذلك تظاهرت الروايات عن عمر رضي الله عنه أنه كان يؤم الناس بالسور الطوال، وقرأ مرة بسورة يوسف في الصبح، فبلغ إلى قوله {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} حتى سمع بكاؤه من وراء الصفوف (?). وقرأ مرة سورة الحج وسجد فيها سجدتين (?).

روى عبد الملك بن عمير، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان عمر أعلمنا بالله، وأقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله (?). ولولا أن هذِه كانت حالته، وأنه من أقرأ الناس لكتاب الله لم يكن الصديق بالذي يضم إليه زيد بن ثابت، وأمرهما بجمع القرآن، واعتراض ما عند الناس، ويجعل زيدًا تبعًا له؛ لأنه لا يجوز أن ينصب لاعتراض القرآن وجمعه من ليس بحافظ.

وأما عثمان فقد اشتهر عنه أنه كان ممن جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه كان من أهل القيام به، وقد قال حين أرادوا قتله فضربوه بالسيف على يده فمدها، وقال: والله إنها لأول يد خطت المفصل (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015