وقال عبد الله بن مسعود: الأرض يوم القيامة نار تأكلها والجنة من ورائها يرى من (كواكبها) (?) وكواعبها فيغرق الناس حتى يرشح عرقه في الأرض قدر قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب، ولما سئل عبد الله بن عمرو حين ذكر العرق: فأين المؤمنون؟ قال: على كراسيَ من ذهب ويظلل عليهم الغمام (?)، وعن أبي موسى: الشمس فوق رءوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم (?).
وفي مسلم من حديث جابر مرفوعًا: "نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس" (?) وفي رواية "على تل ويكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي في الشفاعة، فذلك المقام المحمود" قال ابن العربي: كل أحد يقوم عرقه معه، وهو خلاف المعتاد في الدنيا، فإن الجماعة إذا وقفوا في الأرض المعتدلة أخذهم الماء أخذًا، ولا يتناوبون، وهذا من القدرة التي تخرق العادات؛ والإيمان بها من الواجبات.
قال ابن برجان (?) في "إرشاده": وليس ببعيد أن يكون الناس كلهم في صعيد واحد وموقف سواء يشرب بعضهم من الحوض دون غيره، وكذا حكم النور، والغرق يغرق في عرقه أويبلغ منه ما شاء الله جزاءً لسعيه في الدنيا، والآخرُ في ظل العرش، كما في الدنيا، يمشي المؤمن بنور إيمانه