فَإِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلَامِ. فَشَرَطَ عَلَيَّ: وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلمٍ. فَبَايَعْتُهُ عَلَى هذا، وَرَبِّ هذا المَسْجِدِ إِنِّي لنَاصِح لَكُمْ. ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنزَلَ.
الكلام عليه من وجوه:
أحدها:
هذا الحديث خرجه البخاري هنا كما ترى، وخرَّجه في كتاب البيوع (?) بلفظ: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والسمع والطاعة، والنصح لكل مسلم. وأخرجه مسلم بلفظين: أحدهما كلفظ البخاري الأول (?)، والثاني بلفظ: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة فلقَّنني: "فِيمَا اسْتَطَعْتَ". وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (?).
الوجه الثاني: في التعريف برجاله:
أما الإسناد الأول فمسدد، ويحيى، وهو ابن سعيد القطان، وإسماعيل وهو ابن أبي خالد التابعي فسلف بيانهم.
وأما جرير (ع) فهو أبو عبد الله -أو أبو عمرو- جرير بن عبد الله بن جابر وهو الشليل (?) بن مالك بن نصر بن ثعلبة البجلي الأحمسي -بالحاء والسين المهملتين- الكوفي.