قال: فانحدر معه من قومه أربعمائة سراعًا فوافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام (?). وسمي الطائف؛ لأن الدّمون ابن عبيد -كما قال هشام (?) في "بلدانه" أو ابن الصدف كما قال البكري لما قتل ابن عمه عمر بحضرموت وأقبل هاربًا إلى وَجٍّ وأتي مسعود بن مُعتِّب الثقفي، وكان تاجرًا ذا مال، فقال: أحالفكم لتزوجوني وأزوجكم وأبني عليكم طوفًا مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب، فبنى بذلك المال طوفًا عليهم فسميت به الطائف (?).
وقال بعضهم -فيما حكاه السهيلي-: سميت بذلك لأن الجنة التي دي قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)} [القلم: 19]. هي الطائف، اقتلعها جبريل من موضعها فأصبحت كالصريم وهو الليل، أصبح موضعها كذلك، ثم سار بها إلى مكة فطاف بها حول البيت ثم أنزلها حيث الطائف اليوم، فسميت باسم الطائف التي طاف عليها وبها، وكانت بقرب صنعاء ومن ثم كان الماء والشجر بالطائف دون ما حولها من الأرضين، وكانت هذِه الجنة بعد عيسى - عليه السلام - بيسير (?).