قال ابن التين: وفيه تجوز؛ لأنه كان ينفع عمر لو فعل باستعجال بيعته بمقدار تأخره في بيعته إلا أنها منفعة يسيرة، ومنفعة ابن عمر كثيرة. وقوله (نهرول) الهرولة بين المشي والعدو، ففيه المسارعة إلى الخير.
الحديث السابع عشر:
حديث البراء قَالَ: ابْتَاعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلاً .. الحديث. سلف في باب: علامات النبوة (?)، وزاد هنا: قال البراء: فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابها حمى فرأيت أباها يقبل خدها، وقال: كيف أنت يا بنية؟
قوله (قد روأتها (?) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -) يقال: روأت في الأمر وبه إذا نظرت فيه ولم تعجل بجواب.
وقوله (كثبة من لبن) كذا هي بالثاء المثلثة، وكذا سلف هناك، وقد أسلفنا عن الخطابي (كنفة) بالفاء، وأنه غلط، والكثيف ضد القليل (?)، وضبطه في بعض النسخ: كنفة بالنون والكنف: الوعاء.
الحديث الثامن عشر:
حديث عقبة بن وساج عن أَنَسُ - رضي الله عنه -: قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر، فَغَلَفَهَا.
وقال دحيم: ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي قال: حدثني أبو عبيد عن عقبة به ولفظه: فكان أسن أصحابه أبو بكر، فغلفها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها.