راحلة أخرى وراءه قال تعالى {بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] أي: يتلو بعضهم بعضًا، والتأويل هو الأول، ولا يصح الثاني كما نبه عليه ابن التين؛ لأن الردف على قول الداودي يكون خلف، ولا يصح أن يكون أبو بكر يمشي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك لأن في الحديث: (يلقى الرجل أبا بكر فيقول له: من هذا؟) وكان ذلك في انتقالهم من بني عمرو بن عوف، والحديث نص في أنه كان في مسيرهم إلى المدينة.

قال غيره: وكان ركوبهم من بني عمرو يوم الجمعة، فمر ببني سالم فصلى فيهم الجمعة.

قوله: (وأبو بكر شيخ والنبي - صلى الله عليه وسلم - شابٌّ) كان أبو بكر أسرع الشيب إليه بخلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه مات وليس في لحيته ورأسه عشرون شعرة بيضاء؛ وأبو بكر كان (أسنَّ) (?) منه؛ لأنه مات بعده بسنتين ونيف، وماتا وعمرهما واحد (?). قال مالك: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر أبناء ستين سنة، وقيل: ثلاث وستين، وقيل في عُمْرِ عُمَر: ابن خمس وخمسين.

وقوله: (فصرعه الفرس- وفي رواية: (فرسه) (?) - ثم قامت تحمحم)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015