عليه" (?). قال: وروينا عن فضالة بن عبيد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من مات على مرتبة من هذِه المراتب بعث عليها يوم القيامة" (?). قال: وهذان الخبران يؤكدان قول من حمل الخبر الأول على العمل. وقال ابن عبد البر: يحشر العبد غرًّا وله من الأعضاء ما كان له يوم ولد، فمن قطع منه عضو يرد في القيامة، حتى الختان. وقد احتج بحديث أبي سعيد من قال: إن الموتى يبعثون على هيئاتهم وحمله الأكثر من العلماء على الشهيد الذي أمر أن يزمل في ثيابه ويدفن بها ولا يغير شيء من حاله بدليل حديث ابن عباس وعائشة - رضي الله عنهما -. قالوا: ويحتمل أن يكون أبو سعيد سمع الحديث في الشهيد فتأوله على العموم (?).
قلت: ومما يدل على قول الأكثرين مما يوافق حديث عائشة وابن عباس قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 94] وقوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}. والملابس يومئذ لا غناء فيها إلا ما كان من لباس الجنة.
وأما الغزالي فذهب إلى حديث أبي سعيد وقوله - عليه السلام -: "بالغوا في أكفان موتاكم؛ فإن أمتي تحشر في أكفانها، وسائر الأمم عراة". رواه أبو سفيان مسندًا، وإن صح فيكون معناه، فيحمل على أمتي الشهداء. وحديث أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: "أحسنوا أكفان موتاكم؛ فإنهم يتباهون بها، ويتزاورون في قبورهم" (?). أخرجه