وقوله: ("نُشُرًا": متفرقة) (?). قال غيره: معنى {نُشُراً} أحيانًا بالسحاب التي فيها المطر الذي به الحياة، ونشرًا: جمع نشور، وروي عن عاصم: {بُشْرًا} كأنه جمع بشر. قال محمد اليماني: {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57] أي: المطر. وقوله: {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} [الفرقان: 48] أكثر القراء يقرءون ما كان للعذاب بالإفراد، وما كان للرحمة بالجمع (?)، وفي الحديث أنه - عليه السلام - كان إذا هبت الريح يقول: "اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحا" (?).
وقيل: إنما كان هكذا؛ لأن ما يأتي للرحمة ثلاثة أرياح: الصبا، والشمال، والجنوب، والرابعة الدبور، ولا يكاد يأتين بمطر. فقيل لما يأتين بالرحمة: رياح؛ لهذا.
ثم ذكر فيه حديث ابن عَبَّاسٍ، عَنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ". وقد سلف في الاستسقاء.