وإنما انتحى هو فزاد الواو (?)، وإنما اغتسل للتنظيف كما قاله المهلب، وإن كان الغبار في سبيل الله شاهدًا من شواهد الجهاد وقد قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "ما أغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار" (?)، ألا ترى أن جبريل لم يغسله عن نفسه تبركًا به في سبيل الله، وفيه: دلالة أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يخرج إلى حرب إلا بإذن، قاله ابن بطال (?).

وعَصبَ: مخفَّف، يقال: عَصَبَهُ وعَصَبَهُ الغُبَار إذا رَكِبَهُ، وعَلِقَ بِهِ ولَصِقَ، ومنه: سميت العصبة: وهم قرابة الرجل من أبيه، قَالَ ابن التين: معناه أحاط به كالعصابة. وقيل: معناه ركب رأسه الغبار وعلق به، يقال: عَصَبَ الريقُ بِفَمِي، إذا جفَّ فبَقيت منه لُزُوجة تمسك الفم.

وفيه: قتال الملائكة بسلاح.

وفيه: دلالة على أن الملائكة تصحب المجاهدين في سبيل الله، وأنها في عونهم ما استقاموا فإن خانوا وغُلُّوا فارقتهم، يدل على ذَلِكَ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مع كل قاض ملكان يسددانه ما أقام الحق فإذا جار تركاه" (?). والمجاهد حاكم بأمر الله في أعوانه وأصحابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015