سمعت أباها يقول: اللَّهُمَّ ارزقني قتلاً في سبيلك، ووفاةً في بلد نبيك. قالت: قلتُ: وأنى ذاك؟ قَالَ: إن الله يأتي بأمره أنى شاء.
وأنا معن بن عيسى، ثنا مالك، عن زيد بن أسلم أن عمر كان يقول في دعائه: اللَّهُمَّ إني أسألك شهادة في سبيلك ووفاة ببلد رسولك.
وأنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبيه قَالَ: رأى عوف بن مالك منامًا قصه على عمر بالشام فيها: وإن عمر شهيد مستشهد، فقال عمر: أنى لي الشهادة وأنا بين- ظهراني جزيرة العرب، ولست أغزو والناس حولي؛ ثم قَالَ: ويلي! ويلي! يأتي الله -عَزَّ وَجَلَّ- بها إن شاء الله (?)، زاد بعضهم: على يدي عدوك.
وفي "الموطأ": اللَّهُمَّ لا تجعل قتلي بيد رجل صلى لك سجدة واحدة يحاجني بها يوم القيامة عندك (?).
وجاء -كما قَالَ ابن العربي- مرفوعًا: "خير الشهداء من قتله أهل ملته فيأخذ من حسناته".
إذا تقرر ذَلِكَ؛ فالكلام على حديث الباب من وجوه - وقد أخرجه مسلم أيضًا (?).