ذَلِكَ: {وَاللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ} أي: يعلم من يخالطهم للخيانة، ومن لا يريد الخيانة.
وقوله: {لَأَعْنَتَكُمْ} لشدد عليكم في عدم المخالطة أو يجعل ما أصبتم به من أموال اليتامى موبقًا، ولكنه يسر ووسع، فقال: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} الآية [النساء: 6].
وقول البخاري: {وَعَنَتِ الوُجُوهُ} (?) [طه: 111]. لا وجه له في هذا الموضع؛ لأن {لَأَعْنَتَكُمْ} (مشتق) (?) من عنت يعنت عنتًا لام الفعل منه تاء، وهو غير معتل، وعنت الوجوه من عنا يعنو إذا خضع، معتل، لام الفعل منه واو ذهبت مع هاء التأنيث من قوله: {وَعَنَتِ الوُجُوهُ} عزيز في سلطانه، قادر على الإعنات، حكيم في تدبيره بترك الإعنات. قَالَ أبو عبيد: لما ذكر ما سلف أنه ناسخ. هو عندي أصل لما يفعله الرفقاء في الأسفار أنهم يتخارجون النفقات بينهم بالسوية، وقد يتساوون في قلة الطعام وكثرته، وليس كل من قل طعمه تطيب نفسه بالتفضل على رفيقه، فلما كان هذا في أموال اليتامى واسعًا كان في غيرهم أوسع.