- الجَانُّ جَمْعُ جِنِّي، وَسُمُّوا بِالجِنِّ لِاجْتِنَانِهِم أَيْ: اسْتِتَارِهِم عَنِ الأنْظارِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الجَنِيْنُ جَنِيْنًا لِأَنَّهُ لَا يُرَى فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَمِنْهُ المِجَنُّ الَّذِيْ يُتَّخَذُ فِي الحَرْبِ يَتَوَقَّى بِهِ المُقَاتِلُ سِهَامَ العَدُوِّ؛ فَهُوَ يُجِنُّهُ مِنَ السِّهَامِ، وَمِنْهُ الصَّوْمُ جُنَّةٌ أَيْ: سَاتِرٌ بَيْنَ العَبْدِ وَالمَعَاصِي وَالنَّارِ. (?)
- الاسْتِعَاذَةُ بِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى مَنْهِيٌّ عَنْهَا مِنْ أَوْجُهٍ: (?)
1) أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالاسْتِعَاذَةِ بِهِ. قَالَ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} (الفَلَقْ:1)، وَهَذَا أَمْرٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ عِبَادَةٌ، فَجَعْلُهَا لِغَيْرِهِ شِرْكٌ. (?)
2) أَنَّ الاسْتِعَاذَةَ بِغَيْرِ اللهِ هِيَ مِنْ أَعْمَالِ المُشْرِكِيْنَ، لِأَنَّ الجِنَّ ذَكَرُوْهَا عَنِ الجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ سَمَاعِهِم لِلقُرْآنِ.
3) أَنَّ غَيْرَ اللهِ تَعَالَى لَا يَمْلِكُ كَشْفَ الضُّرِّ، وَلَا جَلْبَ النَّفْعِ. قَالَ تَعَالَى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُوْنَ} (الزُّمَر:38). فَصَارَ ذَلِكَ مِنَ اتِّخَاذِ الأَنْدَادِ مَعَ اللهِ تَعَالَى.
4) أَنَّ الاسْتِعَاذَةَ هِيَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَدُعَاءُ غَيْرِ اللهِ تَعَالَى شِرْكٌ (?)، قَالَ تَعَالَى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِيْنَ} (يُوْنُس:106).
قَالَ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّفْسِيْرِ (?): ({فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِيْنَ} يَقُوْلُ: مِنَ المُشْرِكِيْنَ بِاللهِ، الظَّالِمِيْ أَنْفُسِهِم).