التَّعْلِيْقُ: هَذَا البَيْتُ جَمَعَ أَنْوَاعًا مِنَ المُخَالَفَاتِ، مِنْهَا:
أ) دَعْوَى أَنَّهُ لَا طِيْبَ يَعْدِلُ تُرْبَةَ قَبْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالصَّوَابُ هُوَ كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَحَبُّ البِلَادِ إِلَى اللهِ تَعَالَى مَسَاجِدُهَا) (?)، وَأَحَبُّ هَذِهِ المَسَاجِدِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدُ الحَرَامُ.
ب) دَعْوَى نَيْلِ الجَنَّةِ - فِي قَوْلِهِ (طُوْبَى) - لِمَنْ قَبَّلَ تِلْكَ التُّرْبَةَ وَانْتَشَقَ مِنْ رِيْحِهَا! هَذَا كَذِبٌ عَلَى الشَّرِيْعَةِ، فَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ تَعَالَى ذَلِكَ سَبَبًا لِدُخُوْلِ الجَنَّةِ، وَلَا نَقُوْلُ: إِنَّ ذَلِكَ عَلَامَةٌ عَلَى المَحَبَّةِ؛ فيَكُوْنَ سَبَبًا لِدُخُوْلِ الجَنَّةِ! لِأَنَّ المَحَبَّةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي دُوْنَ العَمَلِ الصَّالِحِ عَلَى مَنْهَجِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، وَدُوْنَ الإِخْلَاصِ فِي العِبَادَاتِ للهِ تَعَالَى.
ج) دَعْوَى جَوَازِ التَّمَسُّحِ بِالقَبْرِ الشَّرِيْفِ!! هَذَا الشَّكْلُ مِنَ التَّبَرُّكِ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْي الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، عَدَا عَنْ مَا فِيْهِ مِنَ الشِّرْكِ.
قَالَ المُنَاوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (فَيْضُ القَدِيْرِ) - عِنْدَ حَدِيْثِ (فَزُوْرُوا القُبُوْرَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ) -: (أَيْ: بِشَرْطِ أَنْ لَا يَقْتَرِنَ بِذَلِكَ تَمَسُّحٌ بِالقَبْرِ أَوْ تَقْبِيْلٌ أَوْ سُجُوْدٌ عَلَيْهِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ السُّبكْيُّ: بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ إِنَّمَا يَفْعَلُهَا الجُهَّالُ). (?)