- قَوْلُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (وَاَللَّهُ فَوْقَ العَرْشِ؛ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ) فِيْهِ بَيَانُ عُلُوِّهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ فَوْقَ جَمِيْعِ مَخْلُوْقَاتِهِ؛ وَأَنَّ عُلُوَّهُ مُلَازِمٌ لِعِلْمِهِ تَعَالَى لَا يَنْفَكُّ عَنْهُ - خِلَافًا لِحَالِ المَخْلُوْقِ -.

وَفِي الحَدِيْثِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (تَبَارَكَ الَّذِيْ وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ - وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ - وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّم؛ وَهِيَ تَقُوْلُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي، حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي، ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ، فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرَائِيْلُ بِهَؤُلَاءِ الآيَاتِ {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِيْ تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ} (المُجَادِلَة:1)). (?)

- قَوْلُهُ (وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي):

ابْنُ جَرِيْرٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيْرٍ بْنِ يَزِيْدَ بْنِ كَثِيْرٍ الطَّبَرِيُّ الآمِلِيُّ؛ أَبُو جَعْفَرٍ - صَاحِبُ التَّفْسِيْرِ المَشْهُوْرِ -، إِمَامٌ مُجْتَهِدٌ؛ عَالِمُ عَصْرِهِ، (ت 310 هـ). (?)

وَيُوْنُسُ: هُوَ يُوْنُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى المَصْرِيُّ، ثِقَةٌ فَقِيْهٌ، (ت 264 هـ).

وَابْنُ وَهْبٍ: هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ القُرَشِيُّ، ثِقَةٌ حَافِظٌ، (ت 197هـ).

وَابْنُ زَيْدٍ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ القُرَشِيُّ، ضَعِيْفٌ، (ت 182 هـ)، وَأَبُوْهُ فَقِيْهٌ عَالِمٌ (ت 136 هـ).

- قَوْلُهُ (أَخْرَجَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَرَوَاهُ بِنَحْوِهِ المَسْعُوْدِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنِ أبِي وَائِلٍ):

ابْنُ مَهْدِي: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي بْنِ حَسَّانِ العَنْبَرِيُّ، إِمَامٌ ثِقَةٌ، (ت 198 هـ).

وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: هُوَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِيْنَارٍ البَصْرِيُّ، ثِقَةٌ عَابِدٌ، (ت 167 هـ).

وَعَاصِمُ: هُوَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُوْدِ - ابْنُ بَهْدَلَةَ - الأَسَدِيُّ، ثِقَةٌ، (ت 128 هـ).

وَزِرُّ: هُوَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشِ بْنِ حُبَاشَةَ بْنِ أَوْسٍ الأَسَدِيُّ، ثِقَةٌ جَلِيْلٌ، (ت 81 هـ).

وَالمَسْعُوْدِيُّ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، صَدُوْقٌ، (ت 160 هـ).

وَأَبُو وَائِل: هُوَ شَقِيْقُ بْنُ سَلَمَةَ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ، مُخَضْرَمٌ ثِقَةٌ، (ت 79 هـ).

- فَائِدَةٌ) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ {وَالأَرْضُ جَمِيْعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِيْنِهِ} فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: (هُمْ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ). (?)

- قَوْلُ المُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ فِي المَسْأَلَةِ الثَّانِيَةِ (أَنَّ هَذِهِ العُلُوْمَ وَأَمْثَالَهَا بَاقِيَةٌ عِنْدَ اليَهُوْدِ الَّذِيْنَ فِي زَمَنِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُنْكِرُوْهَا وَلَمْ يَتَأَوَّلُوْهَا): كَأَنَّهُ يَقُوْلُ: إِنَّ اليَهُوْدَ خَيْرٌ - مِنْ هَذِهِ الجِهَةِ - مِنْ أُوْلَئِكَ المُعَطِّلَةِ لِلصِّفَاتِ؛ المُحَرِّفِيْنَ لَهَا، لِأَنَّهُم لَمْ يُكَذِّبُوْهَا وَلَمْ يَتَأَوَّلُوْهَا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015