- قَوْلُهُ (عَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ): الاسْتِكْبَارُ يَكُوْنُ لِلذَّاتِ - كَهَذَا الحَدِيْثِ -، وَيَكُوْنُ لِلصِّفَاتِ (كَمَنْ لَدِيْهِ جَاهٌ وَمَالٌ وَحَسَبٌ يَدْفَعُهُ لِذَلِكَ).

- قَوْلُهُ (زَانٍ) وَ (مُسْتَكْبِرٌ): يَدُلُّ عَلَى خُبْثِ الطَّبْعِ، فَمَنْ كَبُرَ سِنُّهُ ضَعُفَتْ شَهْوَتُهُ؛ وَكَذَلِكَ مَنْ كَانَ فَقِيْرًا ذُوْ حَاجَةٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَدِيْهِ مَا يَفْتِنُهُ وَيَدْفَعُهُ إِلَى الكِبْرِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الخُبْثَ هُوَ فِي أَصْلِ طِبَاعِهِم؛ بِخِلَافِ مَنْ كَانَ شَابًّا فَشَهْوَتُهُ العَارِمَةُ تَقُوْدُهُ، أَوْ مَنْ كَانَ غَنِيًّا ذَا مَالٍ وَجَاهٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يُغْرِيْهِ بِالكِبْرِ، لِذَلِكَ قَالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ فِي المَسَائِلِ (اَلتَّنْبِيْهُ عَلَى أَنَّ الذَّنْبَ يَعْظُمُ مَعَ قِلَّةِ الدَّاعِي).

- قَوْلُهُ (جَعَلَ اللهَ بِضَاعَتَهُ): وَذَلِكَ لِمُلَازَمَتِهِ لَهُ وَغَلَبَتِهِ عَلَيْهِ، فَهُوَ يُكْثِرُ مِنَ الحَلِفِ تَهَاونًا.

- قَوْلُهُ (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي): يَدُلُّ عَلَى تَفْضِيْلِهِم مُقَارَنَةً مَعَ كُلِّ الأَزْمِنَةِ، فَصَحَابَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنَ الحَوَارِيِّيْنَ الَّذِيْنَ هُمْ أَنْصَارُ عِيْسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَفْضَلُ مِنَ النُّقَبَاءِ السَّبْعِيْنَ الَّذِيْنَ اخْتَارَهُمْ مُوْسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (?) (?)

- قَوْلُهُ (قَرْنِي):القَرْنُ مُعْتَبَرٌ بِمُعْظَمِ النَّاسِ، فَإِذَا كَانَ مُعْظَمُ النَّاسِ الصَّحَابَةُ؛ فَالقَرْنُ قَرْنُهُم، وَإِذَا كَانَ مُعْظَمُ النَّاسِ التَّابِعِيْنَ؛ فَالقَرْنُ قَرْنُهُم، وَهَكَذَا. (?)

وَلَكِنَّ هَذِهِ الأَفْضَلِيَّةَ أَفْضَلِيَّةٌ مِنْ حَيْثُ العُمُوْمِ وَالجِنْسِ؛ لَا مِنْ حَيْثُ الأَفْرَادِ مُطْلَقًا، فَلَا يَعْنِي أَنَّهُ لَا يُوْجَدُ فِي تَابِعِي التَّابِعِيْن مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ بَعْضِ التَّابِعِيْنَ، أَوْ أَنَّهُ لَا يُوْجَدُ فِي التَّابِعِيْنَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، أَمَّا فَضْلُ الصُّحْبَةِ؛ فَلَا يَنَالُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الصَّحَابَةِ، وَلَا أَحَدَ يَسْبِقُهُم فِيْهِ، وَأَمَّا العِلْمُ وَالعِبَادَةُ؛ فَقَدْ يَكُوْنُ فِيْمَنْ بَعْدَ الصَّحَابَةِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ بَعْضِهِم عِلْمًا وَعِبَادَةً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015