المسألة الخامسة) ما الجواب عن قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد

- المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ) مَا الجَوَابُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيْكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيْمٌ} (المَائِدَة:94) وَالَّذِيْ فِيْهِ الإِشَارَةُ إِلَى أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَعْلَمُ مَا سَيَكُوْنُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا بَعْدَ الوُقُوْعِ؟ (?)

الجَوَابُ: أَنَّ هَذَا العِلْمَ عِلْمٌ آخَرُ غَيْرُ العِلْمِ السَّابِقِ، فَهُوَ عِلْمُ مُشَاهَدَةٍ وَظُهُوْرٍ، أَمَّا العِلْمُ السَّابِقُ لَهُ سُبْحَانَهُ فَهُوَ عِلْمٌ أَزَلِيٌّ بِمَا كَانَ وَمَا سَيَكُوْنُ - كَمَا سَبَقَ فِي كَثِيْرٍ مِنَ الأَدِلَّةِ -، وَلَكِنَّ الفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَنَّ العِلْمَ المُضَارِعَ للعَمَلِ هُوَ الَّذِيْ يُبْنَى عَلَيْهِ الثَّوَابُ وَالعِقَابُ، وَذَلِكَ كَيْ لَا يَكُوْنَ لِلعَاصِي حُجَّةٌ عَلَى مَعْصِيَتِهِ. (?)

قَالَ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ (?): (القَاعِدَةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُوْنَ: مَتَى عَلَّقَ اللهُ عِلْمَهُ بِالأُمُوْرِ بَعْدَ وُجُوْدِهَا؛ كَانَ المُرَادُ بِذَلِكَ العِلْمَ الَّذِيْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الجَزَاءُ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015