- التَّعْلِيْقُ عَلَى أَوْجُهِ اسْتِخْدَامِ (لَو) (?):
1) فِي الاعْتِرَاضِ عَلَى الشَّرْعِ، وَهَذَا مُحَرَّمٌ، حَيْثُ اعْتَرَضَ المُنَافِقُوْنَ عَلَى أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: {لَوْ أَطَاعُوْنَا مَا قُتِلُوا} (آل عِمْرَان:168).
2) فِي الاعْتِرَاضِ عَلَى القَدَرِ، وَهَذَا مُحَرَّمٌ أَيْضًا، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى عَنِ المُنَافِقِيْنَ: {يَقُوْلُوْنَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوْتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِيْنَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} (آل عِمْرَان:154)، أَيْ: قَالُوا: لَوْ أَنَّهُم لَمْ يَخْرُجُوا لَمَا تَعَرَّضُوا لِلقَتْلِ، فَهُم يَعْتَرِضُوْنَ عَلَى قَدَرِ اللهِ.
3) أَنْ تُسْتَعْمَلَ للنَّدَمِ وَالتَّحَسُّرِ، وَهَذَا مُحَرَّمٌ أَيْضًا، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الحَدِيْثُ فِي البَابِ، وَلِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَفْتَحُ النَّدَمَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ مَنْهِيٌ عَنْهُ، لِأَنَّ النَّدَمَ يُكْسِبُ النَّفْسَ حُزْنًا وَانْقِبَاضًا، وَاللهُ يُرِيْدُ مِنَّا أَنْ نَكُوْنَ فِي انْشِرَاحٍ وَانْبِسَاطٍ وَاسْتِبْشَارٍ، كَمَا سَبَقَ فِي الكَلَامِ عَلَى الفَأْلِ الحَسَنِ فِي بَابِ (مَا جَاءَ فِي الطِّيَرَةِ).
4) أَنْ تُسْتَعْمَلَ فِي الاحْتِجَاجِ بِالقَدَرِ عَلَى المَعْصِيَةِ، وَهَذَا مُحَرَّمٌ أَيْضًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذِيْنَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُوْنِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُوْنِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا البَلَاغُ المُبِيْنُ} (النَّحْل:35). (?)
5) أَنْ تُسْتَعْمَلَ فِي التَّمَنِّي، وَحُكْمُهُ هَذَا هُوَ بِحَسْبِ مَا تَمَنَّى؛ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرٌّ، وَفي الحَدِيْثِ فِي قِصَّةِ النَّفَرِ الأَرْبَعَةِ، قَالَ أَحَدُهُم: (لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ) أَيْ مِنَ الخَيْرِ؛ (فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ)، فَهَذَا تَمَنَّى خَيْرًا، وَقَالَ الثَّانِي: (لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ) أَي مِنَ الشَّرِّ، (فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ). (?) (?)
6) أَنْ تُسْتَعْمَلَ عَلَى سَبِيْلِ الإِخْبَارِ فَقَط، وَهَذَا جَائِزٌ، مِثْلُ: لَوْ حَضَرْتَ الدَّرْسَ لَاسْتَفَدْتَ عِلْمًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ). (?) (?)