الشَّرْحُ

- الرِّضَى عِنْدَ مَنْ حُلِفَ لَهُ باللهِ يَدُلُّ عَلَى تَعْظِيْمِ المَحْلُوفِ بِهِ، وَفِي الصَّحِيْحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: (رَأَى عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟! قَالَ: كَلَّا؛ وَاللَّهِ الَّذِيْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي). (?)

- قَوْلُهُ (مَنْ حُلِفَ لَهُ باللهِ فَلْيَرْضَ): لَهُ جِهَتَانِ:

1) مِنْ جِهَةٍ شَرعِيَّةٍ: يَجِبُ القَبُوْلُ لِأَنَّه مِنَ الرِّضَى بالحُكْمِ الشَّرْعِيِّ وَخَاصَّةً عِنْدَ القَاضِي.

وَلَعَلَّ هَذَا الوَجهَ هُوَ المَقْصُوْدُ مِنَ البَابِ لِقَوْلِهِ (مَا جَاءَ فِيْمَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِالحَلِفِ بِاللَّهِ) فَمَطْلُوبُهُ إِظْهَارُ القَنَاعَةِ؛ وَهُوَ دَلِيْلُ تَعْظِيْمِ المَحْلُوْفِ بِهِ. (?)

2) مِنْ جِهَةٍ حِسِّيَّةٍ: إِنْ كَانَ الحَالِفُ مَوْضِعَ ثِقَةٍ؛ فَيَجِبُ الرِّضَى، وَإلَّا فَلَا يَجِبُ كَمَا لَو كَانَ كَافِرًا أَوْ مَعْرُوْفًا بِكَذِبِهِ. (?)

- قَوْلُهُ (وَمَنْ لَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ): أَيْ: فَقَدْ بَرِءَ اللهُ مِنْهُ، أَوْ فَقَدْ بَرِءَ هُوَ مِنْ كَوْنِهِ مِنْ حِزِبَ اللهِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي أَنَّ هَذَا الفِعْلَ مِنَ الكَبَائِرِ. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015