الشَّرْحُ

- قَالَ فِي المُعْجَمِ الوَسِيْطِ: ((كَهَنَ) لَهُ كِهَانَةً؛ أَخْبَرَهُ بِالغَيْبِ؛ فَهُوَ كَاهِنٌ). (?)

وَفِي القَامُوْسِ المُحِيْطِ: (تَكَهَّنَ: قَضَى لَهُ بِالغَيْبِ). (?)

- الكَاهِنُ يَجْتَمِعُ مَعَ السَّاحِرِ فِي أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَسْتَخْدِمُ الجِنَّ لِغَرَضِهِ وَيَسْتَمْتِعُ بِهِ.

- مُنَاسَبَةُ البَابِ لِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ وَلِمَا قَبْلَهُ؛ هُوَ أَنَّ الكَاهِنَ كَافرٌ، وَأَنَّ الكِهَانَةَ شِرْكٌ، وَذَلِكَ مِنْ جِهَتَيْنٍ:

1) مِنْ جِهَةِ دَعْوَى مُشَارَكَةِ اللهِ تَعَالَى فِي عِلْمِهِ بِالغَيْبِ؛ وَهَذَا اخْتَصَّ بِهِ سُبْحَانَهُ. (?)

2) مِنْ جِهَةِ التَّقَرُّبِ إِلَى غَيْرِ اللهِ تَعَالَى مِنَ الجِنِّ؛ وَدُعَائِهِم وَعِبَادَتِهِم.

وَقَدْ جَعَلَهُم جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الطَّوَاغِيْتِ - كَمَا سَبَقَ فِي الأَبْوَابِ -، فَهُم طَوَاغِيْتُ لِأَنَّهُم تَجَاوَزُوا حَدَّهُم فَنَازَعُوا اللهَ تَعَالَى فِي صِفَاتِهِ مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ وعِلْمِ مَا فِي الصُّدُوْرِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَمَا يَشْعُرُوْنَ أَيَّانَ يُبْعَثُوْنَ} (النَّمْل:65).

- قَوْلُهُ (فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ): أَيْ: بِالقُرْآنِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَمَا يَشْعُرُوْنَ أَيَّانَ يُبْعَثُوْنَ} (النَّمْل:65).

- أَثَرُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ المَوْقُوْفُ هُوَ بِلَفْظِ (مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا؛ فَسَأَلَهُ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُوْلُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ)، وَلَهُ حُكْمُ الرَّفعِ، كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي): (إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، ومِثْلُهُ لَا يُقَالُ بِالرَّأْي). (?)

- قَوْلُهُ (لَيسَ مِنَّا): إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ مِنَ الكَبَائِرِ، وَالكَبَائِرُ مِنْهَا مَا قَدْ يَكُوْنُ كُفْرًا مُخْرِجًا مِنَ المِلَّةِ، وَمِنْهُ مَا قَدْ يَكُوْنُ مَعْصِيَةً كَبِيْرَةً.

- أَبُو يَعْلَى: هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ؛ المَوْصِلِيُّ -نِسْبَةً إِلَى المَوْصِل - صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ كَالمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ، (ت 307هـ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015