- الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ) أَنْوَاعُ السِّحْرِ: (?)

قَالَ العَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (عُمْدَةُ القَارِي): (?)

(وذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازي أَنْوَاعَ السِّحْرِ ثَمَانِيَةً:

1) سِحْرُ الكَلْدَانِيِّيْنَ الَّذِيْنَ كَانُوا يَعْبُدُوْنَ الكَوَاكِبَ السَّبْعَةَ المُتَحَيِّرَةَ - وَهِيَ السَّيَّارَةُ - وَكَانُوا يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّهَا مُدَبِّرَةٌ لِلعَالَمِ، وَأَنَّهَا تَأْتِي بِالخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَهُمُ الَّذِيْنَ بَعَثَ اللهُ إِبْرَاهِيْمَ الخَلِيْلَ مُبْطِلًا لِمَقَالَتِهِم وَرَدًّا لِمَذَاهِبِهِم.

2) سِحْرُ أَصْحَابِ الأَوْهَامِ وَالنُّفُوْسِ القَوِيَّةِ.

3) الاسْتِعَانَةُ بِالأَرْوَاحِ الأَرْضِيَّةِ - وَهُمُ الجِنُّ - خِلَافًا لِلفَلَاسِفَةِ وَالمُعْتَزِلَةِ، وَهُم عَلَى قِسْمَيْنِ: مُؤْمِنُوْنَ، وَكُفَّارٌ - وَهُمُ الشَّيَاطِيْنُ -.

وَهَذَا النَّوعُ يَحْصُلُ بِأَعْمَالٍ مِنَ الرُّقَى وَالدَّخَنِ، وَهَذَا النَّوْعُ المُسَمَّى بِالعَزَائِمِ وَعَمَلِ تَسْخِيْرٍ.

4) التَّخَيُّلَاتُ وَالأَخْذُ بِالعُيُوْنِ وَالشَّعْبَذَةُ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرِيْنَ أَنَّ سِحْرَ السَّحَرَةِ بَيْنَ يَدِي فِرْعَوْنَ إِنَّمَا كَانَ مِنْ بَابِ الشَّعْبَذَةِ. (?)

5) الأَعْمَالُ العَجِيْبَةُ الَّتِيْ تَظْهَرُ مِنْ تَرْكِيْبِ الآلَاتِ المُرَكَّبَةِ.

6) الاسْتِعَانَةُ بِخَوَاصِ الأَدْوِيَةِ؛ يَعْنِي فِي الأَطْعِمَةِ وَالدِّهَانَاتِ.

7) تَعَلُّقُ القَلْبِ، وَهُوَ أَنْ يدَّعِي السَّاحِرُ أَنَّهُ عَرَفَ الاسْمَ الأعْظَمَ، وَأَنَّ الجِنَّ يُطِيْعُوْنَهُ وَيَنْقَادُوْنَ لَهُ فِي أَكْثَرِ الأُمُوْرِ.

8) السَّعيُ بِالنَّميْمَةِ بِالتَّصْريْفِ مِنْ وُجُوْهٍ خَفِيَّةٍ لَطِيْفَةٍ، وَذَلِكَ شَائِعٌ فِي النَّاسِ.

وَإنَّمَا أُدْخِلَ كَثِيْرٌ مِنْ هَذِهِ الأَنْوَاعِ المَذْكُوْرَةِ فِي فَنِّ السِّحْرِ لِلَطَافَةِ مَدَارِكِهَا، لِأَنَّ السِّحْرَ فِي اللُّغَةِ: عِبَارَةٌ عَمَّا لَطُفَ وَخَفِيَ سَبَبُهُ، ولِهَذَا جَاءَ فِي الحَدِيْثِ (إنَّ مِنَ البيَانِ لَسِحْرًا)، وَسُمِّيَ السُّحُوْرَ لِكَونِهِ يَقَعُ خَفِيًّا آخِرَ اللَّيْلِ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015