حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ أَبِي طَالِبٍ:
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ»
(يتمثل) أي: ينشد شعر غيره.
(وأبيض): بفتح الضاد، مجرور برب مقدرة، أو منصوب عطفًا على "سيدًا"، في قوله في البيت قبله:
وما ترك قوم لا أبالك سيدًا ... يحوط الرماد في مكر ونايل
وهي قصيدة طويلة أكثر من ثمانين بيتًا، قالها لما تمالأت قريش على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونفروا عنه من يريد الإسلام.
(يستسقي الغمام بوجهه)، قاله لما رأى في وجهه من مخايل ذلك وإن لم يشاهد وقوعه.
(ثمال): بكسر المثلثة، وتخفيف اللام: هو العماد والملجأ والمطعم والمغيث والمعين والكافي.
(عصمة الأرامل) أي: يمنعهم مما يضرهم، جمع "أرملة"، وهي الفقيرة التي لا زوج لها.
1009 - وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَمَا يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ كُلُّ مِيزَابٍ:
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
وَهُوَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ».