لهم: أن جعل اجتماع ملائكته في حال طاعة عباده، لتكون شهادتهم لهم بأحسن الشهادة، ولهذا يسألهم عما عملوا، بل عما تركوهم عليه، قال المفارقة".
وقال ابن أبي جمرة: "إنما وقع السؤال عن الآخر لأن الأعمال بخواتيمها".
(تركناهم وهم يصلون) أي: وشأنهم ذلك، ولهذا أتى بالمضارع الدال على الاستمرار، فلا يلزم منه أنهم فارقوهم قبل انقضاء الصلاة فلم يشهدوها معهم، والخبر ناطق بأنهم يشهدونها، أو يحمل على أنهم شهدوها مع من صلاها في أول وقتها، وشهدوا من دخل فيها بعد ذلك ومن شرع في أسباب ذلك وهو حسات أيضًا.
(وأتيناهم وهم يصلون)، قال ابن أبي جمرة: "زادوا في الجواب لأنهم علموا أنه سؤال يستدعي التعطف على بني آدم، فزادوا في موجب ذلك"، وزاد ابن خزيمة في آخره: "فاغفر لهم يوم الدين".
556 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ سَجْدَةً مِنْ صَلاَةِ العَصْرِ، قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَلْيُتِمَّ صَلاَتَهُ، وَإِذَا أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ، قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَلْيُتِمَّ صَلاَتَهُ».
(إذا أدرك أحدكم سجدة) أي: ركعة، وهو كذلك في رواية الإسماعيلي، قال الحافظ: "فالاختلاف من تصرف الرواة".