قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الأُولَى، فَنَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى مَرْوَانَ، فَشَكَا إِلَيْهِ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ خَلْفَهُ عَلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِابْنِ أَخِيكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلْيَدْفَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ».

(يقاتله قاتله)، للأكثر بصيغة الغائب في الأول والماضي في الثاني، وللكشميهني بالخطاب والأمر، وهو لفظ ابن عمر، كذا أخرجه عبد الرزاق.

(سليمان بن المغيرة) ليس له في "الصحيح" حديث موصول غير هذا.

(شاب): هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، كما في "كتاب الصلاة" لأبي نعيم، وفي رواية النسائي: "فمر ابن لمروان"، ولعبد الرزاق: "داود بن مروان"، وجزم به الجوزي وجماعة، فنسبته إلى أبي معيط مجازية، وفي "مصنف ابن أبي شيبة": "عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وجمع الحافظ بتعدد القصة.

(مساغًا): بالغين المعجمة، أي: ممرًا.

(فنال من أبي سعيد) أي: أصاب من عرضه بالشتم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015