فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ».
(البيعة): بكسر الموحدة بعدها تحتية: "معبد النصارى".
(التماثيل): جمع تمثال بكسر أوله، وهو أخص من الصورة.
(التي فيها): الضمير للكنيسة.
(الصور): بالجر بدل من التماثيل، أو بيان لها، ويجوز النصب على الاختصاص بعيد، والرفع أبعد منه.
435 - و 436 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.
(لما نزل): بالبناء للمفعول وللفاعل، أي: الموت.
(اتخذوا): استئناف بياني لسبب اللعن.
(قبور أنبيائهم): هو في اليهود وأضح، وفي النصارى مشكل، إذ نبيهم لم يقبر، ووجه بأن لهم أنبياء غير رسل، كالحواريين، ومريم في قول، أو الجمع في قوله: "أنبيائهم" بإزاء المجموع من اليهود والنصارى، أو المراد: الأنبياء وكبار أتباعهم، فاكتفى بذكر الأشياء، ويؤيده رواية مسلم: "قبور أنبيائهم وصالحيهم"، أو المراد بالاتخاذ أعم