(تحلف بالله أن ابن صياد الدجال): اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في "ابن صياد": هل هو "الدجال"، فكان هو ينكر ذلك ويشق عليه، ويحتج بأنه أسلم وصح، قال النووي: قال العلماء: قصة ابن صياد مشكلة، وأمره مشتبه، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة، والظاهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقطع في أمر بشيء، بل قال لعمر: "ولا خير لك في قتله"، وأما احتجاجاته هو بأنه مسلم إلى سائر ما ذكره، فلا دلالة فيه على دعواه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخبر عن صفاته وقت خروجه آخر الزمان، فلا ينافيه أن يتقدم منه إسلام، وحج وجهاد. انتهى، وقد أشبعت الكلام فيه في "شرح مسلم".

24 - بَابُ الأَحْكَامِ الَّتِي تُعْرَفُ بِالدَّلاَئِلِ، وَكَيْفَ مَعْنَى الدِّلاَلَةِ وَتَفْسِيرُهَا

وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَ الخَيْلِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الحُمُرِ، فَدَلَّهُمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى»: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] وَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: «لاَ آكُلُهُ وَلاَ أُحَرِّمُهُ» وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّبُّ، فَاسْتَدَلَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015