(تحلف بالله أن ابن صياد الدجال): اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في "ابن صياد": هل هو "الدجال"، فكان هو ينكر ذلك ويشق عليه، ويحتج بأنه أسلم وصح، قال النووي: قال العلماء: قصة ابن صياد مشكلة، وأمره مشتبه، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة، والظاهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقطع في أمر بشيء، بل قال لعمر: "ولا خير لك في قتله"، وأما احتجاجاته هو بأنه مسلم إلى سائر ما ذكره، فلا دلالة فيه على دعواه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخبر عن صفاته وقت خروجه آخر الزمان، فلا ينافيه أن يتقدم منه إسلام، وحج وجهاد. انتهى، وقد أشبعت الكلام فيه في "شرح مسلم".
وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَ الخَيْلِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الحُمُرِ، فَدَلَّهُمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى»: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] وَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: «لاَ آكُلُهُ وَلاَ أُحَرِّمُهُ» وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّبُّ، فَاسْتَدَلَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ".