لَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، فَيَتَمَنَّى، حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الأَمَانِيُّ، فَيَقُولُ لَهُ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا».
6574 - قَالَ عَطَاءٌ، وَأَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لاَ يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: «هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ»، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ «مِثْلُهُ مَعَهُ».
(تضارون): بضم أوله ومعجمة وتشديد الراء: من "الضر"، وبتخفيفها من "الطير" لغة فيه، أي: لا يضرركم أحد لمنازعة ولا حجاب ولا مضايقة، وروي: "تضامون" بالتشديد من الضم، أي: لا تزدحمون، وبالتخفيف من الضيم، أي: لا تغلبون عليه، و"تضاهون" بالهاء أي: لا يشتبه عليكم ولا ترتابون فيه، فيعارض بعضكم بعضًا وتمارون ولا تجادلون.
وللبيهقي: "تتمارون" أي: لا تمترون ولا تشكون.
(ترونه كذلك)، قال ابن الأثير: التشبيه للرؤية لا للمرئى، أي: أنها رؤية ينزاح عنها الشك مثل رؤية القمر والشمس.
(الطواغيت): جمع "طاغوت"، يطلق على الشيطان والصنم، وكل طاغ طغى على الله.
(فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون): الإتيان كناية عن الإراءة، والصورة كناية عن الصفة، وقيل: التقدير بعض ملائكة الله، وقيل: المقصود أنه يريهم شيئًا من مخلوقاته يقول لهم ذلك المخلوق: أنا ربكم