قال ابن بطال: "يحتمل أن يكون من كفأت الإناء، فالمعنى غير مردود عليه إنعامه، أو من الكفاية، أي: أن الله غير مكفى رزق عباده، كأنه لا يكفهم أحد غيره، فالضمير لله".
وقال القزاز: "معناه: أنا غير مكتف بنفسي عن كفايته، فالضمير للعبد".
وقال الحربي: "الضمير للطعام، ومكفئ بمعنى مقلوب من الإكفاء، وهو القلب أي: غب أنه لا يكفأ الإناء للاستغناء عنه".
وقال الجواليقي: الصواب غير مكافأ بالهمز، أي: أن نعمة الله لا تكافأ.
(ولا مودع: بفتح الدال المشددة، أي: غير متروك.
(مستغنى): بفتح النون والتنوين.
(ربنا): بالرفع خبر مبتدأ، أي: هو، أو مبتدأ خبر ما سبق، ويجوز النصب بأعني، أو على المدح، أو الاختصاص، أو النداء، والجر على البدل من الضمير في "عنه" أو من "لله".
5459 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ - قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مَكْفُورٍ» وَقَالَ مَرَّةً: «الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مُوَدَّعٍ وَلاَ مُسْتَغْنًى، رَبَّنَا».
(ولا مكفور) أي: محجور فضله ونعمته.
5460 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلاَجَهُ».