(فأخذت عليه يومًا) أي: أمسكت عليه المصحف، وهو يقرأ عن ظهر قلب.
(حتَّى انتهى إلى مكان قال: تدري فيمن نزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا)، هكذا أورده مبهمًا لمكان الآية والتفسير، والحديث في "مسند إسحاق بن راهويه" شيخه بلفظ: "حتَّى انتهى إلى قوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن".
4527 - وَعَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]. قَالَ: يَأْتِيهَا فِي، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ.
(قال: يأتيها في): هكذا أورده، ولم يذكر مجرور في، وهو نوع من البديع يسمى الاكتفاء، وقد أخرجه ابن جرير بلفظ: "يأتها في الدبر"، وله طرق كثيرة عن ابن عمر.
ولم ينفرد به، فقد ورد أيضًا عن أبي سعيد الخدري أن ذلك سبب نزول الآية، أخرجه أبو يعلى وغيره.
قال ابن حجر: وكأن ابن عباس لم يبلغه حديث أبي سعيد، وبلغه حديث ابن عمر فوهمه فيه، كما رواه عنه أبو داود.
4528 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَتِ اليَهُودُ تَقُولُ: إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الوَلَدُ أَحْوَلَ، فَنَزَلَتْ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223].
(جامعها من ورائها)، زاد الإسماعيلي: "في فرجها باركة مدبرة".