(أن رجلًا من الأنصار)، زاد في الصلح: "شهد بدرًا"، وقد قيل: حاطب بن أبي بلتعة، وتعقب بأنه من الهاجرين، فلعله أطلق عليه أنصاري بالمعنى الأعم، وقيل: اسمه حميد، وقيل: إنه كان منافقًا، وإنما كان من الأنصار نسبًا، وهو مردود وليس بمستنكر من غير المعصوم أن تقع منه البادرة والزلة ويتوب منها.
(سرح): أمر من التسريح، أي: أطلقه، وإنما قال ذلك لأن الماء كان بأرض الزبير قبل أرض الأنصاري، فحبسه لإكمال سقي أرضه ثم يرسله إلى أرض الأنصاري، فالتمس منه الأنصاري تعجيل ذلك فامتنع.
(أسق): بهمزة وصل.
2361 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: خَاصَمَ الزُّبَيْرَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا زُبَيْرُ اسْقِ، ثُمَّ أَرْسِلْ»، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: إِنَّهُ ابْنُ عَمَّتِكَ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: «اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ يَبْلُغُ المَاءُ الجَدْرَ، ثُمَّ أَمْسِكْ» فَقَالَ الزُّبَيْرُ: " فَأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] ".
(إن كان ابن عمتك): بفتح "أن" للتعليل، أي: حكمت له بالتقديم لأجل أنه ابن عمتك، وأم الزبير "صفية" عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنت عبد المطلب.
(فتلون) أي: تغير، وهو كناية عن الغضب.
(الجدر): بفتح الجيم وسكون الدال المثناة: وهو ما وقع بين شربات النخل كالجدار، وقيل: الحواجز التي تحبس الماء.
ويروى بضم الجيم والدال، جمع "جدار"، وبكسر الجيم وسكون الدال، والمراد: أن يصل الماء إلى أصول النخل.