فما دام أن الرسول لم يدع غير الله في كل حياته ولم يعرف عنه ذلك لا في السلم ولا في الحرب ولا في السراء ولا في الضراء بل الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إذا ألمت به ملمة أو نزلت به نازلة قال لبلال: "يا بلال أرحنا بها"، (?) أي: بالصلاة، وفي كل صلاة نقرأ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، أي: لا نعبد إلا أنت ولا نستعين إلا بك وقد قال تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] . ولم يقل: لقد كان لكم في أهل زمانكم أسوة حسنة، وانظر إلى بني إسرائيل حين أطاعوا علماءهم وعبادهم في معصية الله تعالى ماذا قال الله تعالى عنهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] ، فلما سمعها عدي بن حاتم قال: يا رسول الله إنا لم نكن نعبدهم - إذ كان نصرانيًا قبل إسلامه - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أليسوا يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال: بلى قال: فتلك عبادتهم"، (?) .
" أخي في الله