فصل
في توحيد الألوهية
* وهو إِخْلاَصُ العبادة لله سُبْحَانه وتعالى وحده لا شريك له، فلا يُعْبد إلَّا الله وَحْدَه، ولا يُدْعَى إلَّا هو، دون غيره من الملائكة والنَّبيين والأولياء الصَّالحين وغيرهم. ولا يُلْتَجَأ لكشف الضُّر إلَّا إليه، ولا لِجَلْب الخير إلَّا إليه، ولا يُنْذَر إلَّا له، ولا يُذْبح إلَّا له، ولا يُتَوكَّل إلَّا عليه، ولا يُخَاف إلَّا منه سبحانه، ولا يُسْتَعان ولا يُسْتَغَاثُ إلَّا به وحده. إلى غير ذلك من أنواع العبادة، كالرَّغبة والرَّهبة، والإنابة إلى الله، والخُشوع له، فَصَرْفُ شَيءٍ منها إلى غير الله شِرْكٌ مُنَاف للتَّوحيد الذي أُرْسِل لأجله الرُّسل. فجميع الرُّسل أُرسلوا لتحقيق هذا النوع من التَّوحيد.
قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} .