وأباطيل الدَّعْوَى وَالْأَصْل أَن الكهانة مَحْمُول أَكْثَرهَا على الْكَذِب والمخادعة وَالسحر على الشّبَه والتخييل وَمَا اخْتَار الْأَنْبِيَاء يأخذونها على ألسن الْمَلَائِكَة البررة مِمَّا لَا يُوجد فِيهَا غير الصدْق وَالْحق على التجربة والإمتحان وفعلهم حق ثَابت على مر الْأَيَّام وَالزَّمَان وَلما أَن كَانَ كَذَلِك ثمَّ وجد كتاب الله ناطقا بِإِظْهَار دينه على كل الْأَدْيَان مَعَ مَا أخبر من الْحَوَادِث والأكوان مثل قَوْله {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى} وَقَوله {يُرِيدُونَ أَن يطفئوا نور الله بأفواههم} وَقَوله {أم يَقُولُونَ نَحن جَمِيع منتصر} وَقَوله {إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ} وَقَوله {قاتلوهم يعذبهم الله بِأَيْدِيكُمْ} وَقَوله {لم يرَوا أَنا نأتي الأَرْض ننقصها من أطرافها} وَقَوله {وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا تصيبهم} وَقَوله {وَإِذ يَعدكُم الله} وَقَوله {وَلَقَد صدقكُم الله وعده} وَمَا جَاءَ من التَّخْصِيص فِي أَقوام أَنهم لَا يُؤمنُونَ وَأَنَّهُمْ أَصْحَاب الْجَحِيم ثمَّ مَاتُوا على الْكفْر وَغير ذَلِك مِمَّا فِي كل من الأنباء الفانية الَّذِي عِنْد التَّدْبِير فِيهَا يعلم أَنه بِاللَّه علمهَا لتَكون آيَات لَهُ
فَمن تَأمل مَا عددنا من أَحْوَال النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام علم أَنه قد انتظمت جَمِيع الْبَرَاهِين الْعَقْلِيَّة الدَّالَّة على نبوته وَصلى الله على خير الْبَريَّة
ثمَّ القَوْل فِيمَا بَين المقرين بالرسل جملَة والمنكرين لبَعْضهِم على الْإِشَارَة أَن نسألهم عَن الْمَعْنى الَّذِي لَهُ أقرُّوا بِهِ أَو أقرّ بِهِ سلفهم فَإِن أشاروا إِلَى معنى على