وَقَوله {لَعَلَّك باخع نَفسك} وَفِي التحزن بِمَا فِيهِ هَلَاك الْخلق كَمَا وَصفه الله وَعَصَمَهُ بقوله {وَلَا تحزن عَلَيْهِم} وَقَالَ {عَزِيز عَلَيْهِ مَا عنتم} وَكَانَ بِالْكَرمِ بِحَيْثُ عوتب بِهِ فَقَالَ {وَلَا تبسطها كل الْبسط} وَقيل لم يكن يدّخر شَيْئا لغد وَقد عرض عَلَيْهِ أعلا مَا يرغب فِيهِ من مَتَاع الدُّنْيَا والرياسة بِأَن يداهن قَلِيلا فَمَا أجَاب فِيهِ بل عادى لله الأقوياء والملوك والسادات حَتَّى أكْرمه الله بِالرُّعْبِ فِي قُلُوب الْخلق فَلم يكن يقْصد إِلَيْهِم فِي الْحَرْب إِلَّا خافوه وَقيل وَالله يَعْصِمك من النَّاس فَلم يخفهم بعد ذَلِك وَلَا أذكر أَنه وَلَا هم ذَلِك على مَا أصَاب أَتْبَاعه النكبات والشدائد ووعد أَن يبلغ ملك أمته مَا دوى لَهُ من الأَرْض من الْمَشَارِق والمغارب وَمَا روى مَا ذكر من أَنْوَاع الْفَزع فِي قُلُوب أعدائه وَالْحِفْظ عَنهُ عَمَّا راموا بِهِ على مُوالَاة أقربائه الأبعدين فِي ذَلِك وَمَا اجْتمعت آرائهم على إطفاء نوره وطمس أَثَره فَمَا ازْدَادَ إِلَّا ظهورا وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
ثمَّ الْآيَات الحسية انْشِقَاق الْقَمَر واجتذاب الشّجر وَتَسْلِيم الْحجر عَلَيْهِ ظَاهر ذَلِك كُله عرفوه ثمَّ شربهم من المَاء الْقَلِيل الْكثير من الْبشر ثمَّ ابتلاء أعدائه بدعائه بالجدب والقحط ثمَّ اسْتَغَاثُوا بِهِ فأغيثوا ثمَّ الإشباع باليسير من الطَّعَام الْكثير من الْخلق ثمَّ أَمر بَيت الْمُقَدّس ثمَّ أَمر مُرُور من طلبوه بِالْغَارِ فَأعمى الله بصرهم وحنين الْخشب وشكاية النَّاقة وَشَهَادَة الشَّاة المصلية ثمَّ ماساح