18 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ الْحَارِثِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ فِي قَلْبِي مِنَ الْقُرْآنِ لَشَكًّا، قَالَ: «وَيْلَكَ هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا غَيْرِي؟» قَالَ: لَا , قَالَ: «وَمَا هُوَ» قَالَ: سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَكَانَ اللَّهُ} [النساء: 17] ، كَأَنَّهُ شَيْءٌ قَدْ كَانَ , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27] ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: -[109]- {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] فَقَالَ: " أَمَّا قَوْلُكَ {وَكَانَ اللَّهُ} [النساء: 17] فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ، وَلَا يَزَالُ، {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] وَأَمَّا قَوْلُكَ {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، فَإِنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا أَنَّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا أَهْلُ الصَّلَاةِ قَالُوا: تَعَالَوْا فَلْنَجْحَدَهُ , فَيُخْتَمُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ , وَتَشْهَدُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا، وَأَمَّا قَوْلُكَ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] فَإِنَّهُ إِذَا كَانَتِ النَّفْخَةُ الْأُولَى وَهَلَكَ الْخَلْقُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، فَإِذَا كَانَتِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ. . . . . . الْجَنَّةُ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ " , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هَلْ بَقِيَ فِي قَلْبِكَ شَيْءٌ؟ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ أُنْزِلَ فِي شَيْءٍ، وَلَكِنْ لَا تَعْرِفُونَ وُجُوهَهُ» وَرَوَاهُ غَيْرُ مُطَرِّفٍ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ