على الاختيار والتخطيط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اكتسب أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى". وهو خير بطبيعته يتميز بالعاطفة الدينية. وهو مخلوق طيب في كل عوامل النمو والصحة والتوافق السليم. وهو مخير في سلوكه وله إرادة حرة، وهو يدرك ذلك، ومن ثم فهو مسئول عن سلوكه. وحرية الاختيار نسبية وليست مطلقة فالإنسان لا يستطيع أن يختار ما لا يستطيع، وهو مسير في بعض أنماط سلوكه. قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} وقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} . وقال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن} .

- هناك سمات أخرى للإنسان ذكرها الله في كتابه العزيز. ومن هذه السمات أن الإنسان يحب الشهوات من النساء والبنين والمال. قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} والإنسان ضعيف. قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} وهلوع، قال تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} عجول، قال تعالى: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولًا} يئوس، قال تعالى: {إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ} ، مجادل، قال تعالى: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} ، كفور، قال تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَكَفُورٌ} ، قتور، قال تعالى: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُورًا} ، يطغى، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى} ، ظلوم كفار جهول، قال تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} ، وقال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} .

ولقد كرم الله الإنسان وزوده بالدوافع التي تدفعه ليشبع حاجاته ويحافظ على حياته وعلى نوعه ويحيا حياة اجتماعية يحقق من خلالها ذاته وينجز وينفع الآخرين. كذلك فقد من الله على الإنسان وزوده بالعواطف والانفعالات التي يعبر بها عن نفسه حين يحب وحين يكره، وحين يخاف وحين يغضب وحين يفرح وحين يحزن، وحين ييأس وحين يغار وحين يحسد ... إلخ "حمدي الغرماوي، 1996".

وهكذا نرى أن عملية الإرشاد النفسي يجب أن تقوم على أساس فهم كامل لطبيعة الإنسان، ذلك أنها عملية فنية معقدة عميقة عمق الطبيعة البشرية نفسها "رسمية خليل، 1968".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015