وأصبح الإرشاد النفسي مهنة وله مكانة في كثير من المدارس والمصانع والقوات المسلحة وغير ذلك من المؤسسات الاجتماعية، بل دخل البيوت، وأصبحنا نسمع عن أخصائي مثل المرشد النفسي the Counselling Psychologist، وأصبحنا نسمع عن تخصصات فرعية للإرشاد النفسي مثل المرشد المدرسي The School Counsellor والمرشد العلاجي the Clinical Counsellor أي أن الاتجاه تحول من إعداد المرشد الممارس العام The Generalist إلى المرشد الأخصائي The Specialist وأصبح العمل في الإرشاد النفسي عمل فريق متكامل يضم إلى جانب المرشد النفسي عددا آخر من المسئولين مثل المعالج النفسي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي والمعلم؛ المرشد وغيرهم.

تعدد الوسائل والطرق والمجالات:

تعددت في الوقت الحاضر وسائل الإرشاد النفسي ولم تعد قاصرة على الاختبارات والسجلات المجمعة والملاحظة بل اشتملت على وسائل جديدة متطورة مثل دراسة الحالة والسيرة الشخصية ومؤتمر الحالة والتقارير ... إلخ. وهكذا لم تعد خدمات الإرشاد قاصرة على "الفرح بالاختبارات" كما كان يلذ للبعض سابقا، وتعددت طرق الإرشاد النفسي ولم تعد قاصرة كما كان سابقا على الإرشاد الفردي والإرشاد المباشر، بل ظهر الإرشاد الجماعي والإرشاد غير المباشر، وأصبح من الممكن العمل مع الأفراد والجماعات.

وتعددت مجالات الإرشاد النفسي فخرجت عن مثلث التوجيه the Triangle of Guidance الذي كان يضم التوجيه والإرشاد العلاجي والتربوي والمهني، وأصبح يشمل مجالات مثل الإرشاد الزواجي والأسري وإرشاد الصحة النفسية ... إلخ.

ويعتبر مجال الإرشاد التربوي في الوقت الحاضر من أهم مجالات التوجيه والإرشاد.

وقد أصبح مألوفا الآن إعداد المرشد المعلم، والمعلم المرشد. وأصبح الإرشاد النفسي خدمة مندمجة متكاملة مع البرنامج التربوي العام. ودخل الوالدان كعنصر فعال وضروري لإنجاح تنفيذ برامج التوجيه والإرشاد النفسي.

وأصبح الإرشاد النفسي خدمات ذات برنامج مخطط بعد أن كان مجرد خدمات محدودة، وأصبح متمركزا حول العميل أكثر من تمركزه حول المشكلات.

مراكز وعيادات الإرشاد النفسي:

أخذ الإرشاد النفسي الآن مكانه اللائق في كافة المؤسسات، وكثرت مراكز وعيادات الإرشاد النفسي، وأصبحت متخصصة، فمنها مراكز الإرشاد العلاجي ومراكز الإرشاد التربوي ومراكز الإرشاد المهني ومراكز إرشاد ذوي الحاجات الخاصة ومراكز إرشاد الصحة النفسية ... إلخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015