ولقد عبر فرانك بارسونز Parsons؛ "1919" عن الحاجة الملحة إلى الإرشاد المهني، حتى لا يلقي بالمواطنين في خضم الحياة في عالم المهنة المعقد ليغوصوا أو ليطفوا حسب الحالة، في فترة الانتقال الحرجة بين التعليم والعمل.

ويقول ساملر Samler؛ "1966": إن المستقبل يحمل بين طياته الكثير في عالم المهنة، ومن ذلك أن مهن الغد ستكون أكثر عددا وأكثر اختلافا عن مهن اليوم، وأن الفرد سوف يضطر إلى تغيير مهنته عدة مرات خلال حياته العملية، إننا نعد أولادنا لمهن ربما لا يجدونها عندما يتخرجون بل يجدون منها أخرى جديدة.

وفي غيبة خدمات الإرشاد المهني، يجد الكثير ممن هم في عالم المهنة أشخاصا غير مناسبين في مهن لا تناسبهم Square pege in round holes.1 وهؤلاء لو أتيح لهم فرصة إعادة الاختيار المهني لاختاروا مهنا غير مهنهم، وهذه مأساة حقا حيث يقضي الفرد حياته في مهنة لا تناسبه ولا يرضى عنها، وهذا يؤثر في الإنتاج، ويؤدي إلى الخسارة الشخصية والاجتماعية.

إن الحاجة الماسة للإرشاد المهني تقوم على أساس تنوع الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات والميول والتقدم العملي والتقني الذي يشهده عصرنا الحاضر مما زاد عدد المهن وأنواع التخصصات وفرص العمل بشكل كبير جدا.

والإرشاد المهني ضروري لرفع إنتاجية الإنسان وتحقيق الجودة. "حامد زهران، 1984".

وتلاحظ أهمية الإرشاد المهني في نمو الشخص وتوافقه وصحته النفسية، إن المهنة لها علاقة وثيقة بالذات والشخصية، فاختيار مهنة بالذات يرتبط بمفهوم الذات. والمهنة هي العمل الذي سيقضي فيه الفرد حياته كلها. والعمل هو الذي يجعل للحياة معنى ويجعل للإنسان نفسه قيمة اجتماعية، حيث يمثل أهم أدواره الاجتماعية في الحياة.

ويحتاج إلى الإرشاد المهني بعض الفئات التي تضعها الصدفة في مهن لا تحبها، ومن أمثلة ذلك بعض النساء اللائي وضعن في مهن لا يرغبنها، وعلى الرغم من ذلك اجتهدن في هذه المهن، وهؤلاء تستخدم معهن فنيات تدخل إرشادي واستراتيجيات توافق مهني خاصة. "كاترين فيفولكيرسون Fee- Fulkerson؛ 1988".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015