يعتبر البعض -خاصة من أنصار طريقة الإرشاد المباشر- أن المرشد "خبير" نفسي يجب أن يفيد العميل من خبراته وتجاربه وخاصة إذا كان العميل تنقصه الخبرة والتجربة، والمرشد بهذا يكون أكثر إيجابية، وعليه أن يقدم المشورة بخصوص ما يجب أن يتبعه العميل في حل مشكلته مثلا.
وينظر البعض إلى المرشد على أنه "حكيم" يتوقعون منه تقدم النصح صلى الله عليه وسلمdvice Giving للعميل، أو على الأقل الإسهام بقدر من الاقتراحات ويقولون إنه من النادر أن نجد مرشدا لا يقدم نصائح أو اقتراحات على الأقل بطريق غير مباشر أو غير صريح.
ويتناول البعض إجراء التشاور على أنه تشاور بين الأخصائيين فقط بخصوص العميل. وهذا التشاور يتضمن التعاون وتبادل المعلومات والتخطيط المشترك من أجل مصلحة العميل "نيلسون Nelson؛ 1972".
بين التشاور وتقديم النصح:
تقديم النصح من جانب المرشد في عملية الإرشاد يكون غير مباشر وغير إجباري وغير ملزم للعميل. وبهذا المعنى يقرب النصح من المشورة.
وهنا فرق بين النصيحة التي تأخذ شكل الاقتراح، وبين النصيحة التي تحمل معنى الأمر. فالعميل إذا أدرك النصيحة على أنه مجرد اقتراح يقدمه المرشد فلا بأس، أما إذا اعتبرها أمرا، فقد يفسر ذلك بأن المرشد لا يقيم له ولا لرأيه وزنا. وقد لا يستطيع العميل تنفيذ النصيحة، فيعتبر ذلك مخالفة وعصيانا، وقد لا يقبل النصيحة، فيظن ذلك رفضا يغضب المرشد، وقد ينفذها قسرا وبدون اقتناع، وهذا -لا شك- أمر غير مرغوب.
ويعارض البعض تقديم النصح حتى لو كان في ضوء خبرة المرشد، وحتى لو كانت خبرات الماضي تعلم الكثير وتثري الحاضر وتنير المستقبل، ويقولون إن ظروف الحاضر ومشكلاته تختلف عن ظروف الماضي ومشكلاته، وأن حلا كان مرغوبا ومجديا فيما مضى قد يكون غير مرغوب في الحاضر، وأن ما ناسب الكثيرين من العملاء ربما لا يناسب العميل الحالي، ويؤكد هؤلاء استنكارهم لتقديم النصح المباشر على أساس أنه يقحم آراء المرشد واتجاهاته وقيمه وأخلاقياته على آراء العميل واتجاهاته وقيمه وأخلاقياته.
وصحيح أن عملية الإرشاد لا تخلو من الاسترشاد من جانب العميل "المسترشد"، وقد ينطوي ذلك على الاستنصاح، أي طلب النصح والرأس والمشورة. وهنا يجب أن يقدم المرشد