ويهدف التداعي الحر أساسا إلى الكشف عن المواد المكبوتة في اللاشعور واستدراجها إلى حيز الشعور.

عملية التداعي الحر:

في التداعي الحر، يترك المرشد للعميل الحرية في أن يطلق العنان لأفكاره وخواطره واتجاهاته وصراعاته ورغباته ومشاعره تسترسل من تلقاء نفسها دون تخطيط ودون اختيار أو تحفظ ودون قيد أو شرط، متناولا تاريخ حياته وخبراته الماضية، دون تقيد بمعناها أو تماسكها أو تسلسلها وحتى دون التقيد بالمنطق، ويطلق العميل العنان بحرية للأفكار تتداعى وتترابط بطلاقة مهما بدت تافهة أو معيبة أو مخجلة أو محرجة أو بغيضة أو مؤلمة أو مستهجنة أو سخيفة أو غريبة أو عديمة الصلة بالموضوع.

ويشبه فرويد Freud العميل أثناء التداعي الحر أو الترابط الطليق بالجالس بجوار شباك قطار يصف لشخص آخر "المرشد" المناظر المتغيرة المتلاحقة التي يراها ذاكرا كل شيء وأي شيء.

وأثناء التداعي الحر أو الترابط الطليق يكون المرشد يقظا لما يبدو على وجه العميل من انفعال أو لما يأتيه من حركات عصبية، أو لما يتورط فيه من فلتات اللسان1، أو لما يعتريه من تلعثم أو تردد أو تحرج أو تأخر أو تغير شديد أو توقف مفاجئ في تسلسل التداعي وترابطه، أو لما قد يدلي به من تعليق أو اعتراض على عملية التداعي -وهذه عملية مقاومة- مما يدل على أن العميل يحاول -لا شعوريا عادة- تجنب مواجهة موقف أو خبرة معينة، وهنا يجب أن يتدخل المرشد ليشجع أو يوجه أو يفسر أو يطلب المزيد محاولا الحث على الاسترسال في التداعي الحر والترابط الطليق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015