الكافي الذي يسمح بقيامه بها على خير وجه هو ورفاقه أعضاء فريق الإرشاد، وتوفير جميع وسائل جمع المعلومات والتشخيص والتقييم والمتابعة ... إلخ.
استعداد وإعداد العميل:
يأتي العميل إلى عملية الإرشاد وقد لا يعرف عنها أي معلومات. أو ربما يكون لديه معلومات عامة صحيحة أو خاطئة أو حتى خرافية، ولذلك لا بد من استعداد العميل وإعداده للعملية.
إن أساس عملية الإرشاد النفسي هو الإقبال والقبول والتقبل، والإقبال من قبل العميل أمر هام جدا وضروري لنجاح عملية الإرشاد1. فأفضل العملاء هو الذي يقبل على عملية الإرشاد بنفسه، حيث يكون لديه استبصار بمشكلته ويعرف قيمة الإرشاد ويدرك حاجته إليه، ويقدر مسئوليته فيه، يقبل العميل بدون أن يدفعه أحد دفعا ودون أن يحيله أحد أو جهة إحالة ربما على غير إرداته "إدوارد بوردين رضي الله عنهordin، وهذا هو رأي أصحاب طريقة الإرشاد غير المباشر، أما أصحاب طريقة الإرشاد المباشر، فيعارضون هذا الرأي قائلين إنه لا يجوز أن نقف موقف المتفرج من فرد لديه مشكلة ولكنه لا يبحث عن مساعدة، وقد تزداد المشكلة وتكبر. وقد يكون الشخص نفسه غير مدرك لمشكلته وأبعادها ونتائجها، وقد يكون أساس الشخصية من النوع الماسوكي الذي يتلذذ من المعاناة لا شعوريا، ومن ثم لا يسعى بنفسه إلى التخلص من المشكلة التي تؤلمه. وعلى المرشد في هذه الحالات أن يبحث عن أي وسيلة أو طريقة لبقة ومتدرجة لاستدراج الفرد وإشعاره أنه في حاجة إلى مساعدة، مما يؤدي إلى إقباله على عملية الإرشاد "روبرت ناب Knapp؛ 1959".
أما القبول فهو قبول العميل لعملية الإرشاد دون شروط، واستعداده لها عقليا وانفعاليا. ونحن نعرف أن عملية الإرشاد -على الرغم من فائدتها- فإنها ليست شيئا مرغوبا بالنسبة للعميل فليس منا من ينكر فائدة وقيمة العملية الجراحية لمن يحتاجها، ولكن العملية الجراحية في حد ذاتها غير مرغوبة ولا يقبل عليها الناس، ومن ثم يحتاج قبول العميل لعملية الإرشاد النفسي إلى استثارة دافعية قوية لقبولها وبدئها.
والتقبل أيضا يجب أن يكون متبادلا بدون شروط من جانب العميل والمرشد. ويلازم هذا أيضا الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بين الطرفين "انظر شو Shaw؛ 1955".
ويلاحظ أن الشروط في عملية الإرشاد تعتبر بمثابة "العقدة في المنشار" تعرقل العملية.