الفصل الرابع: المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد النفسي:
أهمية المعلومات:
حلقة الوصل بين النظري والعملي:
يتناول هذا الفصل المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد النفسي، ويبدأ بتناول أهمية المعلومات بالنسبة لعملية الإرشاد.
ويعتبر الحصول على معلومات دقيقة وكافية عن العميل وعن مشكلته وعن بيئته، حلقة الوصل بين الجزء النظري والجزء العملي في التوجيه والإرشاد النفسي، ويعتبر العمود الفقري في عملية الإرشاد، ذلك لأن عملية الإرشاد لا تتم إلا إذا توافرت المعلومات التي تمكن من فهم العميل والتي يحدد على أساسها تشخيص الحالة.
والمعلومات لازمة وضرورية وهامة بالنسبة لكل من الطرفين، المرشد والعميل، فالمرشد لكي يقدم لعميل المساعدة والخدمة النفسية لا بد أن يتوافر لديه قدر واف من المعلومات يتيح فهم وتفسير سلوكه ويعين على تحديد مشكلته وتيسير عملية الإرشاد، وفي نفس الوقت فإن العميل يحتاج إلى معلومات عن ذاته وقدراته ونواحي قوته ونواحي ضعفه وإلى معلومات لا تتوافر لديه تعينه على حسن فهم نفسه وبالتالي على تخطيط مستقبله بثقة كبيرة. وهذا في حد ذاته إنجاز هام من المنجزات التي تميز عملية الإرشاد النفسي.
هذا وهناك مناسبات تلزم فيها المعلومات المجمعة عن الفرد العادي، كما في حالة القيام بالاختيارات واتخاذ القرارت وتقرير المصير.
اسكنر
دراسة سلوك العميل ككل:
عندما يتعامل المرشد مع العميل، ولكي يفهمه فهما كاملا، يجب أن ينظر إليه نظرة كلية شاملة.
إننا لا يمكن أن نتعرف على غابة من مجرد معرفتنا إحدى أشجارها، ولا يمكن أن نتعرف على شخص من مجرد معرفتنا بأحد جوانب شخصيته، وإذا ركز المرشد الاهتمام على ناحية واحدة فقط فإن الصورة التي يحصل عليها تكون ناقصة وربما مشوهة. إن الفرد وحدة متكاملة، إنه كل وليس مجرد مجموع أجزاء.
ومما يجب الإشارة إليه أنه رغم دراسة المعلومات المطلوب معرفتها عن العميل في شكل يبدو منفصلا أو مجزءا، إلا أنه يجب النظر إليها في تكامل وترابط.
وإذا كنا نفك أجزاء الشخصية وأجزاء الإنسان المسئولة عن سلوكه، فإن ذلك يكون فقط من أجل الفهم والدراسة، ويجب إعادة تركيبها والنظر إليها نظرة كلية، وهكذا يكون هذا العمل نوعا من "الهندسة البشرية".