والمرض في ضوء نظرية التحليل النفسي: من أهم أسبابه الصراع بين الغرائز والمجتمع كما يقول فرويد. وتقول كارين هورني: إن الصراع لا يقتصر تفسيره على الناحية الغريزية ولكنه يرتبط بالحاجة إلى الأمن، وينشأ "الصراع النفسي" في رأيها بسبب تعارض رغبات الفرد واتجاهاته، وكذلك تعتقد هورني بوجود "صراع داخلي مركزي" بين الذات الحقيقية والذات العصابية.
والعصاب Neurosis في رأي فرويد يرجع إلى عوامل حيوية وليس إلى عوامل ثقافية أو اجتماعية، والقلق لب العصاب ومحوره، ويرى أنه لا يوجد عصاب نفسي بدون استعداد عصابي أي بدون عصاب طفلي، ويرى يونج أن العصاب محاولة غير ناضجة للتعامل مع الواقع، ويرجع إلى الذكريات المكبوتة في اللاشعور وإلى مشكلات الفرد التي لم يحل. ويعتقد آدلر أن العصاب ينشأ من خطأ الفرد في إدراك وتفسير بيئته وصعوبة اتخاذ أسلوب العصاب، وأن هناك ثلاثة اتجاهات عصابية: الاتجاه الأول يتميز بالتحرك نحو الناس، والثاني يتميز بالتحرك بعيدا عن الناس، والثالث يتميز بالتمركز حول الذات، ويعتقد رانك أن العصابي هو ذلك الشخص الذي لا ينجح في محاولة التغلب على صدمة الميلاد، ويرى فروم أن العصاب هو أحد مظاهر الفشل الأخلاقي، وأن العرض العصابي يكون في كثير من الحالات تعبيرا عن نزاع أخلاقي، وتمثل الأعراض العصابية غالبا تعبيرات عن مشاكل الإنسان الحديث الذي يعيش في عصر القلق. وعلى العموم فإن العصاب هو أكثر الأمراض النفسية قابلية للعلاج بالتحليل النفسي.
والذهان Paychosis: في رأي فروي صورة خطيرة لاضطراب السلوك، تظهر تغيرات مرضية في إدراك الواقع وفي السيطرة على الذات، ويرجع آدلر الذهان سواء كان فصاما أو ذهان الهوس والاكتئاب إلى خليط من أسباب نفسية وأسباب جسمية.
أما عن خطوات التحليل النفسي التي تدخل ضمن الخطوات العامة في عملية الإرشاد النفسي فمن أهمها "العلاقة العلاجية" الدينامية بين العميل والمرشد المعالج التي يسودها التقبل والتفاعل الاجتماعي السليم. ومنها التطهير أو التفريغ الانفعالي Catharseis للمواد المكبوتة سواء كانت حوادث أو خبرات أو دوافع أو صراعات بمصاحباتها الانفعالية بما يؤدي إلى اختفاء أعراض العصاب، ومنها التداعي الحر أو الترابط الطليق Free صلى الله عليه وسلمssociation للكشف عن المواد المكبوتة في اللاشعور عن طريق إطلاق العنان بحرية للأفكار والخواطر والاتجاهات والصراعات والرغبات والإحساسات، مع الاستفادة من فلتات اللسان وزلات القلم وتفسير ما