والغريزة الجنسية لها أهميتها في توجيه السلوك، واضطرابها ومشكلاتها تؤدي إلى أمراض نفسية، ويلاحظ أن فرويد استخدم مصطلح "جنسي" بمعناه الواسع مشيرا إلى أي نوع من النشاط يجلب اللذة بإشباع الحاجات الجسمية، والمظهر الدينامي للغريزة الجنسية هو الطاقة الجنسية أو "الليبيدو" Libido وتحدث فرويد عن مراحل تطور الغريزة الجنسية من المرحلة الفمية في الطفولة إلى المرحلة التناسلية في الرشد. ويرى فرويد أن النمو الجنسي قد يتعرض في أي مرحلة لحالة من التثبيت أو حالة من النكوص.
وقد حدثت حركات انشقاق بين فرويد وبين زملائه وتلاميذه الذين عارضوا رأيه عن الجنسية الشاملة، فقد قلل يونج من شأن سيطرة الميول الجنسية في الحياة النفسية وإن لم ينكر أهميتها، وقلل آدلر من شأن الناحية الجنسية في تسبيب الأمراض النفسية. ورفضت كارين هورني فكرة الليبيدو وعقدة أوديب ولكنها لم تغفل أهمية الغريزة الجنسية كلية، ولم يوافق رانك على أهمية الغريزة الجنسية كدافع أساسي للسلوك. ونقد فروم التركيز على الغريزة الجنسية وأظهر أهمية النواحي الاجتماعية في تحديد السلوك.
النواحي الاجتماعية والثقافية والبيئية والدينية:
معظم العوامل الاجتماعية ترجع في رأي فرويد إلى دوافع غريزية، فالحب يرجع إلى الغريزة الجنسية، والإبداع مظهر من مظاهر إعلائها، والحرب ترجع إلى غريزة الموت.
والدين: عنصر أساسي من عناصر الحياة النفسية، ويقول يونج: إن الدين يؤثر في صفاء الحياة النفسية للإنسان واتزانها وهدايتها وتحقيق هدف الحياة.
والمؤثرات الثقافية والبيئية والاجتماعية: اهتم آدلر بأهميتها في تكوين أسلوب حياة الفرد، وركز على أثر العلاقات الدينامية داخل الأسرة في هذا الصدد.
والعلاقات الإنسانية: من أهم ما أكدته كارين هورني وقالت: إن الإنسان يمكن أن يغير وأن يحسن نفسه ما دام حيا يرزق، وأبرز سوليفان أهمية العلاقات الشخصية وتكامل الشخص مع الوسط الذي يعيش فيه في عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الثقافي.
والخلق أو الطابع الاجتماعي: يعتبر في رأي فروم نواة تركيب الخلق.
مفاهيم خاصة في نظرية التحليل النفسي:
صدمة الميلاد رضي الله عنهirth Trauma: تحدث أوتو رانك عن صدمة الميلاد كصدمة نفسية تصيب الإنسان لأنه يعتبر وكأنه انفصال وطرد من السعادة الأساسية التي كان فيها وهو في الرحم،