لا يعتبر مجرد التلفظ بالتوبة دليلاً على الصدق فيها، ما لم يأت التائب بعلامات تكون ترجمة عملية للتوبة، وبما يحقق وجودها الفعلي الذي ترجى معه المغفرة والقبول، فمن قال قد تبتُ لا يُجتزأ بقوله، حتى ينضاف إلى ذلك أفعاله المحققة للتوبة. ومن العلامات الدالة على صدق التائب:
1 - الإقلاع الفعلي عن الذنب، والأخذ في مقابله أعمال الطاعة، وهذا دليل حساسية القلب وانتفاضه وشعوره بالإثم، ورغبته في التوبة.
2 - العزم والقصد لتدارك ما فات، وإصلاح ما يأتي، فإن كان الماضي تفريطًا في عبادة قضاها، أو مظلمة أدَّاها، أو خطيئة لا توجب غرامة حزن إذ تعاطاها، وهذا دليل على تعظيم الله في قلبه واشتداد خوفه منه، ورجائه إياه، وطمعه فيما عنده.
3 - أن تضيق الأرض عليه كما ضاقت على كعب بن مالك وصاحبيه (?)؛ فيستولى عليه الحزن والبكاء، فيشغله