وكان لابنه أبي عمرو وغانم ولد يُكنى أبا عبد الرحمن.

وفاته: قال القاضي أبو الفضل: ودخل على ابن غانم، أبو الوليد المهدي اللغوي في مرضه الذي مات فيه، فقال له: ارفع إليه ضجعتك من هذه العلة إلى إفاقة وراحة، وأعد إليك ما عودك من الصحة والسلامة فأطال ما صححت وعوفيت أصلحك الله، فاصبر لحكم ربك فإن الله يحب أن يشكر على نعمه.

فقال ابن غانم: هو الموت والغاية التي إليها انتهاء الخلق، وما لا بد منه فصبر يؤجر صاحبه عليه، خير من جزع لا يغني عنه، ثم تمثل.

وتوفى في ربيع الأخر سنة تسعين ومائة، وقيل ست وتسعين من فالج أصابه، وقيل: إن بصره كان قد كف، والأول أصح. ويشهد له شعر:

ولينا قضاء الغرب عشرين حجة

وكان ولي القضاء سنة إحدى وسبعين، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة، وتوفى وهو قاض كما قدمناه.

ومولده سنة ثمان وعشرين ومائة مع البهلول بن راشد في ليلة واحدة.

وذكر بعضهم أنه سمع عند موته صوتاً فلا يرون شخصه يقول:

زادت ذئاب بعد طول عوائها ... لما تضمنه للضريح الملحد

وقيل: بل رآه بعضهم في النوم.

ولما مات بكى عليه ابن الأغلب وجلس على كرسي ينتظر وقته، ووقف على قبره معه ابن غفال، خال إبراهيم بن الأغلب وجزع عليه، فسأله إبراهيم عن ذلك فقال: كان لي صديقاً ودوداً.

فقال إبراهيم: والله ما ولينا أفريقية ولا أمنا حتى مات. وكان علي الهمة، ولما مات قومت كسوة ظهره بألف دينار.

مصادر الترجمة: ترتيب المدارك (2/68، 79) .

17- معن بن عيسى

ابن يحيى بن دينار القزاز، مولى أشجع، يُكنى: أبا يحيى.

روى عن مالك ابن أنس ومعاوية بن صالح ومخرمة بن بكير ومحمد بن هلال.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، والحميدي ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإبراهيم بن المنذر، وأبو بكر بن أبى شيبة، ونصر بن علي، وغيرهم.

وكان أشد الناس ملازمة لمالك، وكان مالك يتكئ عليه في خروجه إلى المسجد حتى قيل له: عصية مالك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015