وقال الشيخ أبوإسحاق الفيروزابادي: كان ابن عبد الحكم أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله، أفضت إليه الرئاسة بمصر بعد أشهب.
وقيل: إنه أعطى الشافعي ألف دينار وأخذ له من رئيسين ألف دينار.
وكان يزكي العدول، ويجرحهم، وما كان يشهد، ودفن بجانب الشافعي -رضي الله عنهما-.
وقال الذهبي: وكان يحرض ولده محمد بن عبد الله على ملازمة الشافعي. انظر في ترجمته: تهذيب الكمال (15/194) ، سير أعلام النبلاء (10/222) .
5- المغيرة بن عبد الرحمن
ابن الحارث بن عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة المخزومي.
أمه قريبة محمد بن عمر بن أبي سلمة المخزومي.
يُكنى: أبا هاشم، وقيل: يكنى: أبا هشام.
روى عن أبيه ويزيد بن أبي عبيد، ومحمد بن عجلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومالك بن أنس.
روى عنه: إبراهيم بن حمزة الزبيري، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأحمد بن عبدة، وأبو مصعب الزهري، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وابنه عياش بن المغيرة.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث ابن عبد الله ابن عباس بن أبي ربيعة؟ فقال: لا بأس به.
وقال الزبير بن بكار: كان المغيرة فقيه أهل المدينة بعد مالك بن أنس، وعرض عليه أمير المؤمنين الرشيد القضاء بالمدينة على جائزة أربعة آلاف دينار، فامتنع، فأبى الرشيد إلا أن يلزمه ذلك، فقال: والله يا أمير المؤمنين لأن يخنقني الشيطان أحب إلي من أن ألي القضاء، وأجازه بألفي دينار.
قال أبو عمر: كان مدار الفتوى بالمدينة في آخر زمن مالك وبعده على المغيرة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم بن دينار.
حكي ذلك عن عبد الملك بن الماجشون، وكان ابن أبي حازم ثالث القوم في ذلك وعثمان بن كنانة، ولم تكن له برواية الحديث عناية-وابن نافع.
وتوفي المغيرة سنة ست وثمانين ومائة.