روى حديثاً واحداً وهو هذا وحسنه الترمذي وتبعه المصنف وسببه أنه دخل عليه علي - رضي الله عنه - فسأله الإعانة فقال لجاريته أخرجي سيفي فإذا كله خشب فقال لعلي - رضي الله عنه -: إن ابن عمك عهد إلى فذكره.
819 - " إذا كانت أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأموركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من بطنها؛ وإذا كانت أمراؤكم أشراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها (ت) عن أبي هريرة".
(إذا كان أمراؤكم خياركم) هم حلماؤهم كما دل له حديث: "إذا أراد الله بقوم خيراً ولى عليهم حكماؤهم" تقدم، فإن حلماء الناس خيارهم لأنه يكون الحليم تقيا عارفا ما له وما عليه (وأغنياؤكم سمعاؤكم) تقدم في ذلك الحديث: "وجعل المال في سمحائهم ... " وتقدم الكلام (وأمركم شورى بينكم) أي يتشاورون فيه ولا يخلفون أمرهم الذي يعمهم ضره ونفعه عن تشاور (فظهر الأرض خير لكم من بطنها) هو جواب الشرط أي الحياة خير من الموت عبر باللازم عن الملزوم إذ من لازم الحي يكون على ظهر الأرض وإنما كانت الحياة خير لهم لأن هذه الثلاثة الأمور تدل على إرادة الله تعالى بهم الخير كما دل عليه الحديث المتقدم في: "إذا أراد الله .. " لأنه يزداد كل أحد خيراً في دينه ودنياه (وإذا كانت أمراؤكم شراركم) وهو حيث يريد الله بقوم شراً والشرار هم السفهاء كما سلف في ذلك الحديث (وأغنياؤكم بخلائكم) تقدم أيضاً: وجعل المال في بخلائهم، (وأمركم إلى نسائكم) وأنه لا يصلح قوم ولو أمرهم امرأة وقابل به قوله "وأمركم شورى بينكم" لأنه لا يكون الأمر إلى المرأة إلا وقد أضاعوا المشاورة بينهم إذ لو تشاوروا في أمرهم ما ولوا عليهم امرأة (فبطن الأرض خير لكم من ظهرها) أي الموت خير من الحياة لأنه أمارة إرادة الله