فإن قلت: كيف صحة هذا الكلام فإن العبد هو الساجد والآراب هي نفس العبد؟ قلت: يسجد هنا يعني أراد كما تقدم نظيره غير مرة وقوله: يسجد معه إخبار معناه الأمر أي يسجد معه نظير قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} [البقرة 228] وجعلت الأعضاء كأنها مأمورة بالسجود إظهارًا لكمال طلب ذلك من العبد حتى كآن جوارحه مأمورة بذلك (حم م 4 عن العباس (عبد بن حميد عن سعد) (?).
667 - " إذا سجد العبد طهر سجوده ما تحت جبهته إلى سبع أرضين (طس) عن عائشة (ض) ".
(إذا سجد العبد طهَّر سجُوده ما تحت جبهته إلى سبع أرضين) أي طهرها عن أدران بني آدم وأوزارهم الواقعة على ظهرها حتى تكون تلك البقعة كأنه لم يكن عليها ذنب لأن المراد تطهيرها عن النجاسات الحسية إلا أن سببه يدل على ذلك وهو أن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الموضع الذي يبول فيه الحسن والحسين فقلت: ألا تخص لك موضعًا فذكره (?)، وخص الجبهة لأنها أشرف الأعضاء ويحتمل أن ما يحب غيرها من الأعضاء مثلها، وفيه دليل أن الأرض سبع (طس عن عائشة) (?) رمز المصنف لضعفه لأن فيه متهما بالوضع وجزم ابن الجوزي بوضعه وجزم آخرون به أيضًا.