561 - " إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا (عد) عن أبي هريرة (ض) ".
(إذا حسدتم) الحسد هو تمني زوال النعمة التي يراها على غيره وصيرورتها إليه أي إذا وجدتم هذا الأمر في أنفسكم (فلا تبغوا) لا تعدوا على من حسدتم وتحاولوا زوال نعمته بل يجب على من وجد ذلك من نفسه أن يدافع نفسه ويذكرها قبح ما وجدت، وفيه أن وقوع الحسد وخطوره على البال لا إثم فيه إنما الإثم إذا بغى (وإذا ظننتم) أي وقع لكم ظن بأحد فإن أوائل الظنون خواطر لا يمكن دفعها فلا تكليف بها كما قاله الخطابي (?): إنما يكلف بما أفاده قوله (فلا تحققوا) بأن ترتبوا عليه ما يرتب على العلم، فإن بعض الظن إثم وهذا في الظن به شرًّا، وأما ظن الخير فهو من أحسن الظن بالناس مأمور به لا ينهى عنه قال الخطابي وغيره: ليس المراد ترك العمل بالظن الذي تناط به الأحكام غالبًا بل المراد ترك تحقيق الظن الذي يضر بالمظنون وكذا ما يقع في القلب بغير دليل وقال القرطبي (?): المراد بالظن هنا التهمة التي لا سبب لها كمن يتهم رجلاً بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها (وإذا تطيرتم) تشاءمتم من أمر أخذ اللفظ من الطير وذلك أنه كان في الجاهلية، إذا أراد أحدًا أمرًا أثار طائرًا أو ضبيًا أو نحوهما فإن جاء عن اليمين ويسمونه السانح بالسين المهملة وبعد ألفه نون وآخره حاء مهملة مضى بحاجته وإن جاء عن اليسار، ويسمونه البارح تطير به وقعد عن حاجته فنفاه الشارع وأخبرهم أنه إذا وقع ذلك في الخاطر النفساني فلا يردهم عما يريدونه وقال (فامضوا) لحاجتكم ولا يردنكم عنها ما تجدونه وسيأتي أحاديث عدة في الثلاثة المذكورة كحديث: "ثلاث لا يسلم منها أحد الحسد والطيرة والظن ... "، الحديث، وقد كان بعض الجاهلية لا يرى رأي